المرتضى : «روى أن رجلاً نظر إلى كثير الشاعر وهو راكب ، وأبو جعفر محمد بن علي عليهماالسلام يمشى ، فقيل له : أتركب وأبو جعفر يمشي؟! فقال : هو أمرني بذلك ، وأنا بطاعته في الركوب ، أفضل مني في عصياني إياه بالمشي» (١).
وفي مأكله كان في غاية التواضع والبساطة ، فيكتفي بالخل والزيت أوالجبن وحده ، عن بزيع ، قال : «دخلت على أبي جعفر عليهالسلام وهو يأكل خلاً وزيتاً في قصعة سوداء ، مكتوب في وسطها بصفرة : قل هو اللّه أحد. فقال لي : اُدن يا بزيع ، فدنوت فأكلت معه ، ثم حسا من الماء ثلاث حسيات حين لم يبق من الخبز شيء ، ثم ناولني فحسوت البقية» (٢).
وعن عبد اللّه بن سليمان ، قال : «سألت أبا جعفر عليهالسلام عن الجبن ، فقال : لقد سألتني عن طعام يعجبني ، ثم أعطى الغلام درهماً ، فقال : يا غلام ابتع لنا جبناً. ودعا بالغداء فتغدينا معه ، وأتى بالجبن فأكل وأكلنا» (٣).
دعا الإمام الباقر عليهالسلام إلى إعداد النفس للارتقاء إلى أفضل الكمال المتمثل بجملة تعاليم منها الصبر على النائبة ، قال عليهالسلام : «الكمال كل الكمال التفقه في الدين ، والصبر على النائبة ، وتقدير المعيشة» (٤).
والصبر إضافة إلى كونه من الكمالات ، ومن مصاديق الحلم ، فهو من الفضائل التي قد تؤدي بصاحبها إلى الجنة ، إذا صبر على مصائب الدنيا وعما
__________________
(١) أمالي المرتضى ١ : ٢٠٤.
(٢) المحاسن ٢ : ٤٤٠ / ٣٠٠ ، الكافي ٦ : ٢٩٨ / ١٤.
(٣) الكافي ٦ : ٣٣٩ / ١.
(٤) تحف العقول : ٢٩٢.