روى الشيخ الصدوق عن بريد الرزاز ، عن أبي عبد اللّه عليهالسلام ، قال : «قال أبو جعفر عليهالسلام : يا بني ، أعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم ، فإن المعرفة هي الدراية للرواية ، وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان ، إني نظرت في كتاب لعلي عليهالسلام فوجدت في الكتاب : أن قيمة كل امرء وقدره معرفته ، إن اللّه تبارك وتعالى يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا» (١).
كما أكد على تحري الدقة في الرواية ، وأن تكون عن الثقات الصادقين ، قال الباقر عليهالسلام : «يا جابر ، واللّه لحديث تصيبه من صادق في حلال وحرام ، خير لك مما طلعت عليه الشمس حتى تغرب» (٢).
وقد صنف أحد أصحاب الإمام الباقر عليهالسلام كتاباً بعنوان (من الأصول في الرواية على مذاهب الشيعة) ذكره ابن النديم في الفهرست (٣) ، وهو يعكس مدى اهتمام الإمام عليهالسلام وأصحابه بمبادئ الرواية والدراية.
أكد الإمام الباقر عليهالسلام ضرورة عرض وقراءة الكتب على مشيخة الحديث ، وعدّ ذلك بمثابة السماع منهم ، عن داود بن عطاء المديني ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهماالسلام ، قال : «عرض الكتاب والحديث سواء» (٤).
وعلى ضوء ذلك بادر بعض الأصحاب إلى عرض كتبهم على الإمام عليهالسلام
__________________
(١) معاني الأخبار : ١.
(٢) الكافي ١ : ٧.
(٣) الفهرست : ٢٧٦.
(٤) سنن الدارمي ١ : ١٥٢ ، الكفاية في علم الرواية / الخطيب : ٣٠١.