بهدف توثيقها وتصحيحها ، قال الشيخ الطوسي في ترجمة عبيد بن محمد بن قيس البجلي : «له كتاب ، يرويه عن أبيه ... وقال أبوه : عرضنا هذا الكتاب على أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهماالسلام ، فقال : هذا قول أمير المؤمنين عليهالسلام ، انّه كان يقول إذا صلّى قال في أول الصلاة ... وذكر الكتاب» (١).
إلى جانب ذلك كان الإمام الباقر عليهالسلام يدعو أصحابه إلى ضرورة تدوين الحديث ووجوب كتابته ، وحفظه كما يحفظ الذهب والفضة ، كي لا يتعرض بتمادي الأيام إلى الضياع والنسيان ، عن جابر الجعفي ، قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : «أقيد الحديث إذا سمعت؟ قال : إذا سمعت حديثاً من فقيه خير ممّا في الأرض من ذهب وفضة» (٢). وقد حدث ذلك في وقت كان يعدّ خرقاً للحظر الذي فرضه الخلفاء على تدوين الحديث وروايته.
ومارس الإمام الباقر عليهالسلام الكتابة بنفسه ، فقد ورد في أول الصحيفة السجادية أن السجاد عليهالسلام أملاها على ولده الإمام الباقر عليهالسلام وزيد الشهيد ، وكتباه بخطهما (٣).
ومارس الإمام عليهالسلام الكتابة للسنة ، قال عبد اللّه بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب : كنت أختلف إلى جابر بن عبد اللّه ، أنا ، وأبو جعفر ، معنا ألواح نكتب فيها. وقال فنسأله عن سنن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وعن صلاته ، فنكتب عنه» (٤).
__________________
(١) الفهرست : ١٧٦.
(٢) أدب الاملاء والاستملاء / السمعاني : ٦٧.
(٣) الذريعة ١ : ٣٩٦.
(٤) تقييد العلم / للخطيب البغدادي : ١٠٤ ، المحدث الفاصل / الرامهرمزي : ٣٧٠ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٤٠٣ ، تاريخ دمشق ٤٥ : ٢٧٧.