عودته في طعام أو شراب ، فلم يتهيّأ له شيء من ذلك (١).
قال الشاعر :
هلم بنا نبكي على باقر العلم |
|
سليل النبي المصطفى الأُمّي |
على لذّة العيش العفا بعد ما قضى |
|
شهيداً بلا ذنب أتاه ولا جرم |
له طول حزني ما حييت وحرقتي |
|
ونوحي ولو أنّ البكا قد برى عظمي |
سقاه على رغم الوقى السمّ خفية |
|
هشام ردي الأب والجدّ والأُم |
عليه من الرحمن لعن مؤبّد |
|
بما سرّ من بغي وما سنّ من ظلم (٢) |
كان الإمام الباقر عليهالسلام قد نعى نفسه المقدسة لولده الصادق عليهالسلام ، وأوصاه عدّة وصايا تتعلّق بالإمامة وبجهازه ودفنه ، في أكثر من مناسبة ، ففي الليلة التي قبض فيها ، أدنى ولده الصادق عليهالسلام فناجاه ، فلما فرغ من المناجاة ، قال : يا بني هذه الليلة التي وُعدت أن أُقبض فيها.
ولما حان حينه ، وتيقن وفاته ، وعزم إلى أن يصير إلى روح اللّه وريحانه ، ويعرج إلى معارج فوزه وجنانه ، أوصى إلى ابنه أبي عبد اللّه جعفر الصادق عليهالسلام بجميع ما يحتاج إليه الناس ، واستودعه ما كان محفوظاً عنده من الكتب والسلاح وآثار الأنبياء وودائعهم ، وأوصاه بأشياء في غسله وكفنه ودخوله قبره.
وكان فيما أوصى إليه أن قال : «يا بني ، إذا أنا مت فلا يلي غسلي أحد غيرك ، فإنّ الإمام لا يغسله إلاّ إمام».
وفي خبر آخر أنّه أمر حين حضرته الوفاة بإدخال أربعة من قريش من
__________________
(١) دلائل الإمامة : ٢٤٠.
(٢) وفيات الأئمة : ٢١٠.