الحديث على يديه ، فأقام الإسلام على أُصوله الأولى وأُسسه الثابتة التي أوشكت على الانهيار في ظلّ البلاطين الأُموي والعباسي ، قيل فيه : ذو علم غزير في الدين ، وأدب كامل في الحكمة ، وزهد بالغ في الدنيا ، وورع تام عن الشهوات (١). والحديث عن علمه وزهده وتقواه ومنزلته لا يحيط به محيط ، ولا يقف على متناه إلاّ اللّه.
وهو شقيق الإمام الصادق عليهالسلام ، أُمّهما أُم فروة ، وهو أكبر اخوته بعد الصادق عليهالسلام ، وقد توفّي شهيداً ، سقاه السمّ أحد رجال بني أُمّية.
روى أبو الفرج الأصفهاني وغيره بالإسناد عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، قال : دخل عبد اللّه بن محمد بن علي بن الحسين عليهمالسلام على رجل من بني أُمّية ، فأراد قتله ، فقال له عبد اللّه : لا تقتلني أكن للّه عليك عيناً ، ولك على اللّه عوناً (٢). فقال : لست هناك (٣). وتركه ساعة ، ثم سقاه سُمّاً في شراب سقاه إيّاه فقتله (٤).
قال الشيخ المفيد : وكان عبد اللّه رضياللهعنه يشار إليه بالفضل والصلاح (٥). وتدلّ أخبار سيرته على موالاته لأخيه الصادق عليهالسلام ، لكن ذكر في بعض المصادر أنّه ادّعى الإمامة لنفسه ، وكان على خلاف مع أخيه الإمام الصادق عليهالسلام ، وما لبث
__________________
(١) الملل والنحل / الشهرستاني ١ : ١٤٧.
(٢) يريد بذلك أنه ممن يشفع إلى اللّه فيشفعه.
(٣) أي لست أهلاً للشفاعة.
(٤) مقاتل الطالبيين : ١٠٩ ، شرح شافية أبي فراس / ابن أمير الحاج : ١٥٥ ، الإرشاد ٢ : ١٧٦.
(٥) الإرشاد ٢ : ١٧٦.