فإن كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة سبيلها إلى النار ، ثم نزل صلىاللهعليهوآله وهو يقول : قليل في سُنّة خير من كثير في بدعة» (١).
وعن أبي جعفر عليهالسلام أن رجلاً من الأنصار سأله عن صلاة الضحى ، فقال : «أول من ابتدعها قومك الأنصار ، سمعوا قول رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : صلاة في مسجدي تعدل ألف صلاة ، فكانوا يأتون من ضياعهم ضحى فيدخلون المسجد فيصلون فيه ، فبلغ ذلك رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، فنهاهم عنه» (٢).
عمل الحاكم الأموي على تصدير أكذوبة مفادها أن الكعبة تسجد لبيت المقدس في كل غداة ، وأخرى أن اللّه تبارك وتعالى ، أو أن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، حيث صعد إلى السماء ، وضع قدمه على صخرة بيت المقدس ، وتمّ وضع الأحاديث على هذا المنوال ، حين منع عبد الملك بن مروان أهل الشام من الحج أيام كانت مكة بيد ابن الزبير ، فجعل عبد الملك يجبرهم على تغيير وجهة الحج إلى بيت المقدس تحت غطاء أمثال هذه الأحاديث التي تفضل البيت على الكعبة.
قال اليعقوبي : منع عبد الملك أهل الشام من الحج ، وذلك أن ابن الزبير كان يأخذهم اذا حجوا بالبيعة ، فلما رأى عبد الملك ذلك منعهم من الخروج إلى مكة ، فضج الناس ، وقالوا : تمنعنا من حج بيت اللّه الحرام ، وهو فرض من اللّه علينا!
فقال لهم : هذا ابن شهاب الزهري يحدثكم أن رسول اللّه قال : لا تشدّ
__________________
(١) من لايحضره الفقيه ٢ : ١٣٧ / ١٩٦٤ ، الاستبصار ١ : ٤٦٧ / ١٨٠٧ ، تهذيب الأحكام ٣ : ٢٢٦.
(٢) دعائم الإسلام ١ : ٢١٤.