الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي ، ومسجد بيت المقدس. وهو يقوم لكم مقام المسجد الحرام ، وهذه الصخرة التي يروى أن رسول اللّه وضع قدمه عليها ، لما صعد إلى السماء ، تقوم لكم مقام الكعبة ، فبنى على الصخرة قبة ، وعلق عليها ستور الديباج ، وأقام لها سدنة ، وأخذ الناس بأن يطوفوا حولها كما يطوفون حول الكعبة ، وأقام بذلك أيام بني أمية (١).
وكان موقف الإمام الباقر عليهالسلام يسير باتجاه تكذيب أمثال هذه الأباطيل.
عن زرارة ، قال : كنت قاعداً إلى جنب أبي جعفر عليهالسلام وهو محتب مستقبل الكعبة ، فقال : «أما أن النظر إليها عبادة ، فجاءه رجل من بجيلة يقال له : عاصم بن عمر ، فقال لأبي جعفر عليهالسلام : إن كعب الأحبار كان يقول : إن الكعبة تسجد لبيت المقدس في كل غداة. فقال أبو جعفر عليهالسلام : فما تقول فيما قال كعب؟ فقال : صدق ، القول ما قال كعب. فقال أبو جعفر عليهالسلام : كذبت وكذب كعب الأحبار معك ، وغضب. قال زرارة : ما رأيته استقبل أحداً بقول كذبت غيره. ثم قال : ما خلق اللّه عزوجل بقعة في الأرض أحب إليه منها ـ ثم أومأ بيده نحو الكعبة ـ ولا أكرم على اللّه عزوجل منها ، لها حرّم اللّه الأشهر الحرم في كتابه يوم خلق السماوات والأرض ، ثلاثة متوالية للحج : شوال وذو القعدة وذو الحجة ، وشهر مفرد للعمرة وهو رجب» (٢).
وروى جابر بن يزيد الجعفي ، قال : قال محمد بن علي الباقر عليهماالسلام : «يا جابر ، ما أعظم فرية أهل الشام على اللّه عزّوجلّ! يزعمون أن اللّه تبارك وتعالى حيث صعد إلى السماء ، وضع قدمه على صخرة بيت
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٦١.
(٢) الكافي ٤ : ٢٣٩ / ١.