كان على رأس سلّم أولويّات الإمام الباقر عليهالسلام ، في اطار وضع اللبنات لمدرسة أهل البيت عليهمالسلام ، هو العمل على إبراز هوية الإسلام بعد اختلاط الأوراق في زمانه ، وإظهاره على أنه التمثيل الواقعي لما أراده اللّه تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآله عقيدة وفكراً وتشريعاً ، ومن ثم العمل على تهيئة مقدمات نشر علوم أهل البيت عليهمالسلام ، ضمن عدة اجراءات اتخذها لتحقيق هذا الغرض ، منها اعداد الجماعة الصالحة سلوكاً وعملاً ، والحث على طلب العلم ، والدعوة إلى تدوينه ، والانفتاح على الواقع الإسلامي بكل ما فيه من مذاهب وفرق وتوجهات ، والدعوة إلى اعتماد الكتاب والسنة ، ومجابهة أصحاب الرأي والقياس ، وإعداد نخبة من المؤلفين والثقات من أصحابه الذين حملوا على أكتافهم رسالة الإسلام ومنار العلم ، وفيما يلي شرح موجز لتلك الإجراءات :
لم تكن رسالة الإمام الباقر عليهالسلام قائمة على العلوم النظرية البحتة ، بل كانت ذات سمة قرآنية دنيوية طفحت على جنباتها الأخلاق الفاضلة والتربية الإسلامية الصحيحة التي تؤكد تربية الذات على النقاء والطهارة ، وتعميق الصفات الأخلاقية في المجتمع الإسلامي ، وقد عمل الإمام الباقر عليهالسلام بوحي من عمق إدراكه للواقع على إعداد النماذج الإسلامية المتحركة ، التي تسير على أكتافها عجلة مدرسة أهل البيت عليهمالسلام ، وتعمّ باشعاعها ونورها مختلف قطاعات الأمة ، بوصفها الكتلة المؤمنة والمحافظة على خط الإسلام الأصيل.
حرص الإمام عليهالسلام على بلوغ هذه الأهداف من خلال عدة توصيات ، كان لها الأثر الفاعل في تربية الكوادر الرسالية الواعية والنخبة الصالحة على