وأصوله ، بل تعداه إلى تدريس الفلسفه والكلام والطب وغيرها من العلوم المتاحة آنذاك ، وامتدّ أثر تلك المدرسة بما تحمل من علوم على مساحة واسعة من الأرض ، بعد أن كانت محصورة في مساجد المدينة المنورة والكوفة والبصرة ، فكانت مدرسة مفتوحة على الواقع الإسلامي كلّه ، واستوعبت فطاحل العلماء في عصره من مختلف الميول والاتجاهات.
وحين لفظت الدولة الأموية أنفاسها الأخيرة ، لاح في الأفق شيء من الانفراج للنشاط الفكري ، الأمر الذي جعل مدرسة أهل البيت تكتمل على يد صادق أهل البيت جعفر بن محمد عليهماالسلام لتبلغ أوجها ، من حيث عدد طلابها وسعة العلوم التي تصدت لنشرها ، تلك العلوم المأخوذة عن النبي صلىاللهعليهوآله بواسطة وصيه وسبطيه ومن تلاهما من العترة الطاهرة عليهمالسلام ، فعميد المدرسة الصادق عليهالسلام هو القائل : حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين ، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وحديث رسول اللّه قول اللّه عزوجل (١).
قال الشاعر :
أحيا دوارس الربوع الخاليه |
|
فأصبحت ذات قباب عاليه |
أنار وجه الحق والحقيقه |
|
بأحسن البيان والطريقه |
أحيا بما فيه من اللطائف |
|
لطيفة العارف والمكاشف |
أحيا بعلمه معالم الهدى |
|
فأصبحت آمنة من الردى (٢) |
__________________
(١) الكافي ١ : ٥٣ / ١٤.
(٢) الأنوار القدسية : ٧٣.