من قتيل لإبليس قد أحيوه ، وكم من تائه ضال قد هدوه ، يبذلون دماءهم دون هلكة العباد ، وما أحسن أثرهم على العباد ، وأقبح آثار العباد عليهم» (١).
ناظر الإمام الباقر عليهالسلام العديد من أهل النظر والكلام ، وأثبت لهم بصائب الدليل وصحيح البرهان عقائد الإسلام الأصيل ، قال الشيخ المفيد : «ناظر من كان يرد عليه من أهل الآراء ، وحفظ عنه الناس كثيراً من علم الكلام» (٢).
وفيما يلي نماذج من مناظراته المسكتة مع بعض الأعلام في زمانه :
للإمام الباقر عليهالسلام على المستوى العقائدي مناظرة أفحم فيها نافع بن الأزرق. قال الشيخ المفيد : جاءت الأخبار أن نافع بن الأزرق جاء إلى محمد بن علي عليهماالسلام ، فجلس بين يديه ، فسأله عن مسائل في الحلال والحرام ، فقال له أبو جعفر عليهالسلام : «قل لهذه المارقة بم استحللتم فراق أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقد سفكتم دماءكم بين يديه في طاعته والقربة إلى اللّه بنصرته؟! فسيقولون لك : إنّه حكّم في دين اللّه ، فقل لهم : قد حكّم اللّه تعالى في شريعة نبيه صلىاللهعليهوآله رجلين من خلقه فقال تعالى : «فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِن يُّرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا» (٣) وحكّم رسول اللّه صلىاللهعليهوآله سعد بن
__________________
(١) الكافي ٨ : ٥٦ / ١٧.
(٢) الارشاد ٢ : ١٦٣.
(٣) سورة النساء : ٤ / ٣٥.