إزارا؟ فقلت : لا. فضرب بيده على فخذه ، ثم قال : ما هؤلاء باخوة» (١).
وفي المجال النظري حثّ الإمام الباقر عليهالسلام أتباعه على طلب العلم ، باعتباره الدعامة الأولى والمقدمة الضرورية التي يرتكز عليها صرح المدرسة العلمية ، وذلك من خلال الارشادات التالية :
أولاً : تحدث عليهالسلام عن تمجيد العلم ، وبين ثمراته وفوائده ، وأثنى على طلابه.
عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : « سارعوا في طلب العلم ، فوالذي نفسي بيده لحديث واحد في حلالٍ وحرام ، تأخذه عن صادق ، خير من الدنيا وما حملت من ذهب وفضّة ، وذلك أنّ اللّه يقول : «مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» » (٢).
وقال عليهالسلام : «ما من عبد يغدو في طلب العلم ويروح إلاّ خاض الرحمة ، وهتفت به الملائكة : مرحباً بزائر اللّه ، وسلك من الجنة مثل ذلك المسلك» (٣).
ومن كلامه عليهالسلام في هذا السياق ، قوله لبعض أصحابه : «تعلموا العلم ، فإن تعلّمه حسنة ، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه صدقة ، وبذله لأهله قربة ، والعلم ثمار (٤) الجنة ، وأنس في الوحشة ، وصاحب في الغربة ، ورفيق في الخلوة ، ودليل على السراء ، وعون على
__________________
(١) مصادقة الاخوان / الصدوق : ٣٦ ، مجموعة ورام ٢ : ٨٥ ، كتاب المؤمن / الحسين ابن سعيد : ٤٥.
(٢) المحاسن ١ : ٢٢٧ / ١٥٦ ، الآية من سورة الحشر : ٥٩ / ٧.
(٣) ثواب الأعمال : ١٣١.
(٤) في التذكرة : منار.