خامساً : حرص عليهالسلام على تأصيل الخصال الإسلامية في سلوكهم ، ونبذ خصال السوء ، ففي قول اللّه عزّوجلّ : «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً» (٢).قال عليهالسلام : «قولوا لهم أحسن ما تحبون أن يقال لكم ، ثم قال : إن اللّه عزوجل يبغض اللعان السباب ، الطعان الفحاش المتفحش ، السائل الملحف ، ويحب الحيي الحليم ، العفيف المتعفف» (٣).
سادساً : كان عليهالسلام يطلب من شيعته أن لاينعزلوا عن محيطهم الاجتماعي ، وأن يتجردوا عن حبّ الذات ، لأن التشيع لا ينفك عن الألفة والأخوة ، وتحقيق أعلى مستويات التعاون والإيثار ، فأوصاهم بتعهد الجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام.
وفي هذا الشأن ، يقول جابر بن يزيد الجعفي : «دخلت على أبي جعفر الباقر عليهالسلام فقلت : أوصني يا ابن رسول اللّه. فقال : ليعن قويكم ضعيفكم ، وليعطف غنيكم على فقيركم ، وليساعد ذو الجاه منكم بجاهه من لا جاه له ، ولينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه ، واكتموا أسراركم ، ولا تحملوا الناس على رقابنا» (٤).
وقال عليهالسلام لأحد أصحابه : «يا اسماعيل ، أرأيت فيما قبلكم إذا كان الرجل ليس له رداء ، وعند بعض إخوانه فضل رداء ، يطرحه عليه حتى يصيب رداء؟ فقلت : لا. قال : فإذا كان له إزار يرسل إلى بعض إخوانه بإزاره حتى يصيب
__________________
(١) سورة البقرة : ٢ / ٨٣.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٢١.
(٣) أعلام الدين : ٣١٤ ، بشارة المصطفى : ١١٣.