آثار بعض الشعراء الذين اتّصلوا بالأئمّة عليهمالسلام كالكميت الأسدي والسيد الحميري وكثير عزّة والفرزدق وغيرهم ، تبيّن حجم المحتوى الفكري والتعبيري للشعر ، وأنّه احدى وسائل الإيصال الفكري المهمّة لعقائد الإسلام فضلاً عمّا يشتمل عليه من عناصر الجمال والإبداع.
وسوف نذكر أهمّ الشعراء الذي عُدّوا من شعرائه عليهالسلام مع بيان اليسير من قصائدهم وأبياتهم ، كالآتي :
عن زرارة قال : أنّ الكميت أنشد الإمام أبا جعفر الباقر عليهالسلام قصيدته التي مطلعها :
من لقلب متيّم مستهام |
|
غير ما صبوة ولا أحلام |
فقال أبو جعفر عليهالسلام : «لا تزال مؤيّدا بروح القدس ما دمت تقول فينا (١).
ثم توجّه الإمام عليهالسلام إلى الكعبة فقال : اللّهمّ ارحم الكميت واغفر له ، ثلاث مرّات. ثم قال : يا كميت ، هذه مائة ألف ، قد جمعتها لك من أهل بيتي. فقال الكميت : لا واللّه لا يعلم أحد أنّي آخذ منها حتّى يكون اللّه عزّوجلّ الذي يكافيني ، ولكن تكرمني بقميص من قمصك ، فأعطاه» (٢).
وروى جابر الجعفي أنّ الكميت قال للإمام الباقر عليهالسلام : «يا سيدي ، واللّه ما أنشدك طلباً لعرض من الدنيا ، وما أردت بذلك إلاّ صلة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وما أوجبه اللّه علي من حقّكم. فدعا له أبو جعفر عليهالسلام» (٣).
__________________
(١) رجال الكشي : ٢٠٨ / ٣٦٦ ، إعلام الورى ١ : ٥٠٩.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٢٩.
(٣) دلائل الإمامة : ٢٢٤ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٢١.