وروى الخزّاز في حديث أنّ الكميت دخل على أبي جعفر الباقر عليهالسلام في أيّام الحجّ فأنشده :
أضحكني الدهر وأبكاني |
|
والدهر ذو صرف وألوان |
لتسعة بالطفّ قد غودروا |
|
صاروا جميعاً رهن أكفان |
وستّة لا يتجارى بهم |
|
بنو عقيل خير فرسان |
ثمّ علي الخير مولاهم |
|
ذكرهم هيّج أحزاني |
فبكى الباقر عليهالسلام وبكى أبو عبد اللّه عليهالسلام ، فلمّا بلغ إلى قوله :
من كان مسروراً بما مسّكم |
|
أو شامتاً يوماً من الآن |
فقد ذللتم بعد عزّ فما |
|
أدفع ضيماً حين يغشاني |
أخذ بيده ثم قال : اللّهمّ اغفر للكميت ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، فلمّا بلغ إلى قوله :
متى يقوم الحقّ فيكم متى |
|
يقوم مهديكم الثاني |
قال : سريعاً إن شاء اللّه سريعاً. ثم قال : يا أبا المستهل ، إنّ قائمنا هو التاسع من ولد الحسين ، لأنّ الأئمّة بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله اثنا عشر ، الثاني عشر هو القائم.
قال : فمتى يخرج يا بن رسول اللّه؟ قال : لقد سئل رسول اللّه صلىاللهعليهوآله عن ذلك فقال : إنّما مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلاّ بغتة (١).
وممّا يدلّ على صدق ولاء الكميت وشدّة تعلّقه بأهل البيت عليهمالسلام ، قصيدته العينية التي أنشدها الإمام الباقر عليهالسلام حين وفد إليه ، وهي تتضمّن ذكر النص على خلافة علي عليهالسلام بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يوم غدير خم ، يقول فيها :
__________________
(١) كفاية الأثر : ٢٤٨.