الصحابة ، فما الذي منع علياً عليهالسلام ما جعله لسائر أصحاب رسول اللّه؟
هذا عمر بن الخطّاب ، إذا قيل لهم : إنّه كان على المنبر بالمدينة يخطب ، إذ نادى في خلال خطبته : يا سارية الجبل. وعجب القوم ، وقالوا : ما هذا من الكلام الذي في هذه الخطبة ، فلما قضى الخطبة والصلاة قالوا : ما قولك في خطبتك : يا سارية الجبل؟
فقال : اعلموا أنّي وأنا أخطب إذ رميت ببصري نحو الناحية التي خرج فيها إخوانكم إلى غزوة الكافرين بنهاوند ، وعليهم سعد بن أبي وقاص ، ففتح اللّه لي الأستار والحجب ، وقوّى بصري حتى رأيتهم وقد اصطفوا بين يدي جبل هناك ، وقد جاء بعض الكفار ليدور خلف سارية ، وساير من معه من المسلمين ، فيحيطوا بهم فيقتلوهم ، فقلت : يا سارية الجبل ، ليلتجئ إليه ، فيمنعهم ذلك من أن يحيطوا به ، ثم يقاتلوا ، ومنح اللّه إخوانكم المؤمنين أكتاف الكافرين ، وفتح اللّه عليهم بلادهم ، فاحفظوا هذا الوقت ، فسيرد عليكم الخبر بذلك ، وكان بين المدينة ونهاوند مسيرة أكثر من خمسين يوماً.
قال الباقر عليهالسلام : فإذا كان مثل هذا لعمر ، فكيف لا يكون مثل هذا لعلي ابن أبي طالب عليهالسلام؟! ولكنّهم قوم لا ينصفون ، بل يكابرون» (١).
ناظره بالشام حين أشخصه هشام بن عبد الملك إلى هناك ، أخرجه ثقة
__________________
(١) الاحتجاج ٢ : ٦٧ ، وحديث سارية الجبل من الأحاديث الموضوعة بنظر أهل البيت عليهمالسلام ولكن لاعتقاد جهلة العامّة بصحّتها ذكرها الإمام عليهالسلام من باب الاحتجاج عليهم بما صحّ عندهم ، فلاحظ.