الفصل الخامس
على أعتاب مدرسة أهل البيت عليهم السلام
أنبأ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله عن الدور العلمي الذي سيضطلع به حفيده الباقر عليهالسلام ، حينما بشّر الصحابي الجليل جابر بن عبد اللّه الأنصاري بادراك زمانه ورؤيته ، وأنه يبقر العلم بقراً ، فيخرجه من منابعه الأصيلة وكنوزه الدفينة ، وقد تحقق ذلك بجهود الإمام الباقر عليهالسلام على طريق انشاء جامعة أهل البيت العلمية ، وتغذيتها بحقول المعرفة المختلفة.
إذا كان لكل واحد من أئمة أهل البيت عليهمالسلام دور ينسجم مع الحاجات البشرية ويتوافق مع طبيعة ظروف الحياة الاجتماعية والسياسية ، فيمكن القول : إن جهود أئمة أهل البيت عليهمالسلام كانت تدور كلّها حول محور واحد ، وهو محور الحفاظ على الإسلام من خطر الانحراف الذي بدأ يدبّ في جسم هذه الأُمّة منذ اليوم الأول للسقيفة المشؤومة التي كانت السبب المباشر لكل ما تلاها من عوامل وأسباب الانحراف الذي كلّف أهل البيت عليهمالسلام تضحيات جسيمة ، حيث تعاملوا مع مسبّبات الانحراف كل بحسب طبيعة المرحلة التي تكتنفه زماناً ومكاناً.