تنزيه تعاليم الإسلام من التشويه والتحريف والافتراء ، ولتصحيح المسار الإسلامي بكل ما حوى من علوم ومعارف واتجاهات ، ولم يدخروا في هذا السبيل وسعاً.
وتصدّى الإمام الباقر عليهالسلام لحركة الغلو وحذر من مقالات الغلاة ، وفنّد ادعاءاتهم الباطلة.
وهكذا فعل مع المغيرة بن سعيد ، روى سليمان الكناني ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، أنه قال له : « هل تدري ما مثل المغيرة؟ قال : قلت : لا. قال : مثله مثل بلعم. قلت : ومن بلعم؟ قال : الذي قال اللّه عزّوجلّ : «الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ» (١) ».
وأعلن الإمام الصادق عليهالسلام عن لعن المغيرة بن سعيد ، وحذر أصحابه مما كان يفتريه المغيرة على أبي جعفر عليهالسلام ، وصرح أنه كان يكذب على أبي جعفر عليهالسلام ، فأذاقه اللّه حر الحديد (٢) ، وعرى ما دسه من الكفر والزندقة في كتب أصحابه (٣). وكان من شيوع ذلك وذيوعه أن ذكره حتى الشعراء ، فقد جاء أبو هريرة العجلي الشاعر إلى الإمام الباقر عليهالسلام فأنشده :
أبا جعفر أنت الولي أحبّه |
|
وأرضى بما ترضى به وأتابعُ |
أتتنا رجالٌ يحملون عليكمُ |
|
أحاديث قد ضاقت بهنّ الأضالعُ |
أحاديث أفشاها المغيرة فيهم |
|
وشر الأمور المحدثات البدائعُ (٤) |
__________________
(١) رجال الكشي ٢ : ٤٩٤ / ٤٠٦ ، والآية من سورة الأعراف : ٧ / ١٧٥.
(٢) رجال الكشي ٢ : ٤٣٦ و ٤٨٩.
(٣) رجال الكشي ٢ : ٤٩١ / ٤٠٢.
(٤) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٤١ ، عيون الأخبار / ابن قتيبة ٢ : ١٥١.