النساء ، فيقول له أبو جعفر عليهالسلام : «ما يبكيك يا سعد؟ قال : وكيف لا أبكي وأنا من الشجرة الملعونة في القرآن! فيقول له الإمام عليهالسلام : لست منهم ، أنت أموي ، منّا أهل البيت ، أما سمعت قول اللّه عزّوجلّ يحكي عن إبراهيم عليهالسلام : «فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي» (١)».
وصار محمد بن قيس البجلي من أصحابه الثقات ، وهو وجه من وجوه العرب بالكوفة ، وكان خصيصاً بعمر بن عبد العزيز ، ثم يزيد بن عبد الملك ، وكان أحدهما أنفذه إلى بلاد الروم في فداء المسلمين (٢).
ووردت الأخبار أن أحد النصارى ، وكان من البربر ، أسلم على يده عليهالسلام بعد رؤية كراماته ، فقال الرجل : آمنت باللّه الذي لا إله إلاّ هو ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأنّك الإمام المفترض الطاعة (٣).
ويروى أنّ رجلاً من أهل الشام ، كان يسكن المدينة المنورة ، وكان يتردّد كثيراً على مجلس الإمام عليهالسلام ، إعجاباً بفصاحته وحسن أدبه ، غير أنّه ناصبي مبغض لأهل البيت عليهمالسلام ، مطيع لرجال الخلافة ، وكان أبو جعفر عليهالسلام يقول له خيراً ، وحين مرض هذا الناصب واشتدّ وجعه حتّى سجّوه ، لم يلبث إلاّ قليلاً حتى عوفي بكرامة من الإمام عليهالسلام ، فأتى أبا جعفر عليهالسلام فقال : أشهد أنّك حجّة اللّه على خلقه ، وبابه الذي يُؤتى منه ، فمن أتى من غيرك خاب وخسر وضلّ ضلالاً بعيداً. فقال له أبو جعفر عليهالسلام : «أما علمت أن اللّه يحبّ العبد ويبغض عمله ،
__________________
(١) الاختصاص / المفيد : ٨٥ ، والآية من سورة إبراهيم : ١٤ / ٣٦.
(٢) رجال النجاشي : ٣٢٢ ، الفهرست : ٢٠٦ ، خلاصة الأقوال : ٢٥٢.
(٣) الخرائج والجرائح ١ : ٢٧٧.