ولكي لا يطول بنا المقام هنا ، اقتصر على ذكر بعض مضامين حديث الإمام الباقر عليهالسلام في هذا الاتجاه ، فقد ورد عنه أن الإمام المهدي عليهالسلام من آل محمد صلىاللهعليهوآله (١) ، وهو رجل من ولد الحسين عليهالسلام (٢) ، وهو الإمام التاسع من بعد الحسين بن علي عليهماالسلام (٣) ، والسابع من بعد الباقر عليهالسلام (٤) ، وهو ابن أمة (٥) ، وله غيبتان (٦) ، وأن قيامه عليهالسلام من المحتوم الذي لا تبديل له عند اللّه (٧).
وفيه شبه بالأنبياء عليهمالسلام وسنن من سننهم ، منهم يونس بن متى عليهالسلام في غيبته وعودته ، ويوسف عليهالسلام في حبسه وغيبته ، وموسى عليهالسلام بكونه خائفاً يترقب ، وعيسى عليهالسلام في اختلافهم به ، بين قائل : انه مات ، وقائل : انه لم يمت ، ومحمد المصطفى صلىاللهعليهوآله في خروجه بالسيف ، وقتله أعداء اللّه وأعداء رسوله صلىاللهعليهوآله من الجبارين والطواغيت ، وأنه ينصر بالسيف والرعب ، وأنه لا ترد له راية (٨).
وروي عن الإمام الباقر عليهالسلام أنه يصلح اللّه له أمره في ليلة واحدة (٩) ، ويخرج في آخر الزمان فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً
__________________
(١) الغيبة / النعماني : ٢٣٤ ، الارشاد ٢ : ٣٧١.
(٢) عقد الدرر : ١٢٦ ، الارشاد ٢ : ٣٤٧.
(٣) الغيبة / النعماني : ٩٤ ، كفاية الأثر : ٢٥١.
(٤) الغيبة / النعماني : ٩٦ ، كفاية الأثر : ٢٥١.
(٥) الغيبة / النعماني : ١٦٦ و ٢٣٣ و ٣٢٩.
(٦) الغيبة / النعماني : ١٧١ و ١٧٨ ، دلائل الإمامة : ٥٣٥.
(٧) الغيبة / النعماني : ٨٨.
(٨) اكمال الدين : ٣٢٦ / ٦ و ٧ و ١١ ، الغيبة / النعماني : ١٦٧.
(٩) الغيبة / النعماني : ١٦٦ و ٢٣٣ و ٣٢٩.