بين يديك ولا أعتذر» (١).
وعرف الإمام الباقر عليهالسلام بكثرة الصلاة ، ولم يثنِه عنها كثرة مشاغله في الوسط العلمي والاجتماعي ، قال أبو يعقوب البزّار : رأيت على أبي جعفر محمد ابن علي إزاراً أصفر ، وكان يصلّي كل يوم وليلة خمسين ركعة بالمكتوبة (٢).
وعن عبد اللّه بن محمد بن عقيل : بلغنا أنّ أبا جعفر كان يصلّي في اليوم والليلة مئة وخمسين ركعة (٣).
وكان عليهالسلام يطيل السجود ، ويتّجه بخالص قلبه نحو ربّه ، فيناجيه منقطعاً إليه ، طاعة للّه عزّوجلّ ، وتجسيداً لحقيقة العبودية.
عن أبي عبد اللّه عليهالسلام قال : «إنّي كنت أُمهِّد لأبي فراشه ، فانتظره حتى يأتي ، فإذا أوى إلى فراشه ونام قمت إلى فراشي ، وإنّه أبطأ علي ذات ليلة ، فأتيت المسجد في طلبه ، وذلك بعد ما هدأ الناس ، فإذا هو في المسجد ساجد ، وليس في المسجد غيره ، فسمعت حنينه وهو يقول : سبحانك اللّهمّ أنت ربّي حقّاً حقّاً ، سجدت لك يا رب تعبّداً ورقّاً ، اللّهمّ إنّ عملي ضعيف فضاعفه لي ، اللّهمّ قني عذابك يوم تبعث عبادك ، وتب علي ، إنّك أنت التوّاب الرحيم» (٤).
وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام قال : «كان أبي يصلّي في جوف النهار ،
__________________
(١) كشف الغمّة ٢ : ٣٢٩ ، حلية الأولياء ٣ : ١٨٦ ، الفصول المهمّة : ١٩٤ ، نور الأبصار : ١٣٢ ، المختار في مناقب الأخيار / ابن الأثير الجزري : ٣٠.
(٢) تاريخ مدينة دمشق ٤٥ : ٢٨٠ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٤٠٤.
(٣) سير أعلام النبلاء ٤ : ٤٠٤ ، تذكرة الحفّاظ ١ : ١٢٤.
(٤) الكافي ٣ : ٣٢٣ / ٩.