إسرائيلية ، وأقوال المغرضين والجهال من أهل الهوى وغيرهم.
قال الباقر عليهالسلام لجابر الجعفي : «ما يقول فقهاء العراق في قوله تعالى : «لَوْلاَ أَنْ رَءَا بُرْهَانَ رَبِّهِ» (١)؟ قال : رأى يعقوب عاضاً على إبهامه. فقال : لا ، حدثني أبي عن جدي علي بن أبي طالب عليهماالسلام أن البرهان الذي رآه أنها حين همت به وهم بها ، قامت إلى صنم لها مكلل بالدر والياقوت في ناحية البيت فسترته بثوب أبيض خشية أن يراها ، أو استحياء منه. فقال لها يوسف عليهالسلام : ما هذا؟ فقالت : الهي أستحي منه أن يراني على هذه الصورة. فقال يوسف عليهالسلام : تستحين من صنم لا ينفع ولا يضر ، ولا يسمع ولا يبصر ، أفلا أستحي أنا من إلهي الذي هو قائم على كل نفس بما كسبت؟ ثم قال : واللّه لا تنالين مني أبداً ، فهو البرهان» (٢).
وعن محمد بن عطية ، قال : «جاء رجل إلى أبي جعفر عليهالسلام من أهل الشام من علمائهم ، فقال له : يا أبا جعفر ، قول اللّه تعالى : «أَوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالاْءَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا» (٣)؟ فقال له أبو جعفر عليهالسلام : فلعلك تزعم أنهما كانتا رتقاً ملتزقتين ملتصقتين ففتقت احداهما من الأخرى؟ فقال : نعم. فقال أبو جعفر عليهالسلام : استغفر ربك ، فإنّ قول اللّه عزوجل : «كَانَتَا رَتْقاً»يقول : كانت السماء رتقاً لا تنزل المطر ، وكانت الأرض رتقاً لا تنبت الحبّ ، فلمّا خلق اللّه تبارك وتعالى الخلق وبثّ فيها من كلّ دابة ، فتق السماء بالمطر ، والأرض بنبات الحبّ. فقال الشامي : أشهد أنك من ولد الأنبياء ، وأنّ علمك
__________________
(١) سورة يوسف : ١٢ / ٢٤.
(٢) البداية والنهاية ٩ : ٣٤٠.
(٣) سورة الأنبياء : ٢١ / ٣٠.