خالية عن كلمة « أول » وحيث أن الكافي أضبط فيقدّم.
وعليه فلا دلالة لها على المدعى بوجه ، ضرورة عدم وجوب إيقاع الصلاة في أوّل الوقت الأوّل ، ولم يلتزم به حتى صاحب الحدائق نفسه قدسسره إذن فلا مناص من حمل الرواية على معنى آخر كما ستعرف.
نعم ، بناء على رواية التهذيب فللاستدلال بها مجال ، إلا أنّ للمناقشة فيه أيضاً مجالاً واسعاً ، نظراً إلى ما تضمنته من التقييد بغير الحدود ، فانّ معنى الرواية حينئذ بناءً على إرادة الوقت الأول أن الصلاة في غير الوقت المزبور من دون مراعاة الحدود المقررة والشرائط المعينة تكون باطلة ورجعت سوداء مظلمة ، وهو خارج عن محل الكلام من افتراض الإخلال بالوقت فحسب لا بسائر الحدود والشرائط فلاحظ.
ومنها : ما عبّر عنه في الحدائق (١) بالموثق عن عمّار الساباطي عن أبي عبد الله عليهالسلام « قال : من صلى الصلوات المفروضات في أول وقتها وأقام حدودها رفعها الملك إلى السماء بيضاء نقية وهي تهتف به تقول : حفظك الله كما حفظتني وأستودعك الله كما استودعتني ملكاً كريماً ، ومن صلاها بعد وقتها من غير علّة ولم يقم حدودها رفعها الملك سوداء مظلمة وهي تهتف به : ضيّعتني ضيّعك الله كما ضيّعتني ، ولا رعاك الله كما لم ترعني » الحديث (٢).
وهي متحدة مضموناً مع الرواية السابقة ، والجواب هو الجواب ، وإنما الكلام في السند حيث وصفها في الحدائق بالموثقة كما سمعت وليست كذلك ، إذ الصدوق (٣) يرويها عن شيخه الحسين بن إبراهيم بن تاتانة ( ناتانة ) ولم يوثق ، ومجرّد الشيخوخة لا يكفي في الوثاقة ، كيف وفيهم البرّ والفاجر ، بل الناصب
__________________
(١) الحدائق ٦ : ٩٧.
(٢) الوسائل ٤ : ١٢٣ / أبواب المواقيت ب ٣ ح ١٧.
(٣) أمالي الصدوق : ٣٢٨ / ١١.