ملائكة الليل وملائكة النهار ، فاذا صلى العبد صلاة الصبح مع طلوع الفجر أُثبتت له مرتين ، تثبته ملائكة الليل وملائكة النهار » (١).
وهي كما ترى صريحة الدلالة قوية السند ، إذ لا نقاش فيه عدا ما يتخيل من أن إسحاق بن عمار فطحي المذهب ، فبناءً على اعتبار عدالة الراوي كما يراه صاحب المدارك (٢) لا يمكن التعويل عليها ، ولكن المبنى غير تام ، ويكفي في الحجية مجرد وثاقة الراوي وإن لم يكن عدلاً إمامياً كما هو موضح في محله.
وربما يقال : إن الفطحي هو إسحاق بن عمار الساباطي دون الصيرفي فإنه من الثقات الأجلاء ولم يكن فطحياً.
ولكن الصحيح أنهما شخص واحد ينسب تارة إلى بلده وأُخرى إلى شغله ، كما يفصح عنه أن النجاشي (٣) تعرّض للصيرفي ووثقه ولم يتعرض للساباطي على العكس من الشيخ حيث إنه تعرض في فهرسته للساباطي وقال : له أصل يعتمد عليه وكان فطحياً (٤) ، ولم يتعرض للصيرفي ، وتعرض له في رجاله تارة في أصحاب الصادق مقيّداً بالصيرفي ، وأُخرى في أصحاب الكاظم وأطلق ولم يقيده بشيء ، فقال : إسحاق بن عمار ثقة له كتاب (٥).
إذن فلو كانا شخصين لم يكن وجه لعدم تعرض النجاشي للساباطي مع أنه متأخر عن الشيخ في التأليف ، وهو ناظر إليه ، ولا لعدم تعرض الشيخ للصيرفي في فهرسته مع تصريحه في رجاله كما سمعت بأن له كتاباً وقد أعد فهرسته لذكر أرباب الكتب والمصنّفين ، فمن إهمال أحدهما لمن تعرّض له الآخر يستكشف طبعاً أنهما رجل واحد ينسب تارة إلى شغله فيعبّر عنه بالصيرفي ،
__________________
(١) الوسائل ٤ : ٢١٢ / أبواب المواقيت ب ٢٨ ح ١.
(٢) [ لم نعثر عليه ].
(٣) رجال النجاشي : ٧١ / ١٦٩.
(٤) الفهرست : ١٥ / ٥٢.
(٥) رجال الطوسي : ١٦٢ / ١٨٣١ ، ٣٣١ / ٤٩٢٤.