المعروفين وأنه شخص واحد موثّق.
بل لأجل المفضل بن عمر ، فإنه وإن وثقه الشيخ المفيد (١) وعدّه من شيوخ أصحاب الصادق عليهالسلام وخاصته وبطانته وثقاته ، ولكنه معارض بتضعيف النجاشي (٢) وابن الغضائري (٣) فلا وثوق بوثاقته (٤) بل يمكن ترجيح تضعيف النجاشي لكونه أضبط من المفيد حيث يوجد في بعض كلماته نوع تضاد لا يشاهد مثله في كلام النجاشي ، فقد وثق محمد بن سنان في مورد قائلاً إنه من خاصة الامام عليهالسلام وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه ، ثم عارضه في مورد آخر بقوله : مطعون فيه ، لا تختلف العصابة في تهمته وضعفه.
وكيف ما كان ، فالرواية لأجل ضعف سندها غير صالحة للاستدلال بها لتنهض للمعارضة.
وثانياً : بإمكان النقاش في دلالتها أيضاً ، نظراً إلى عدم كونها صريحة في القيام من النوم ، ومن الجائز إرادة القيام من الجلوس ، إذ القيام أعم ، ولا تدل الرواية على إرادته إلا بالإطلاق ، فتندرج في الطائفة الدالة على المنع بقول مطلق ، وتقيّد بما دلّ على الجواز في من انتبه وقام من النوم.
لكن الإنصاف أن المناقشة ضعيفة ، وهذا التعبير على حدّ التعبير في سائر الروايات الواردة في جواز الإتيان بصلاة الليل إذا قام بعد طلوع الفجر التي لا ينبغي الشك في ظهورها في إرادة القيام من النوم كما في قوله تعالى ( إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ ) (٥) المفسّر بذلك ، والعمدة ما عرفت من ضعف السند.
ثانيتهما : صحيحة عبد الله بن سنان قال : « سمعت أبا عبد الله ( عليهالسلام )
__________________
(١) الإرشاد ٢ : ٢١٦.
(٢) رجال النجاشي : ٤١٦ / ١١١٢.
(٣) مجمع الرجال ٦ : ١٣١.
(٤) ولكنه قدسسره اختار في المعجم ١٩ : ٣٣٠ / ١٢٦١٥ أنه جليل ثقة.
(٥) المائدة ٥ : ٦.