بأجمعها ضعاف السند (١) لا يعوّل على شيء منها. فلا مناص في التعدي إلى ما عرفت من دعوى القطع بعدم الفرق.
ثم إن مرجع الضمير المنفصل في قوله : « من هو في ثوبه » هو النجس المستفاد من كلمة الحاقن ، أعني البول إيعازاً إلى شدة الكراهة وكأنّه يصلي في النجس ، ولكن المحكي عن [ بعض نسخ ] المحاسن هكذا : « وهو بمنزلة من هو في نومه » (٢) والمرجع حينئذ هو المصلي ، ولعل هذه النسخة أنسب بالمعنى وأوفق بالاعتبار ، حيث إنّ المتشاغل بمدافعة الأخبثين فاقد للتوجه وفارغ عن الإقبال فلا يدري ما يقول ، فهو بمثابة النائم المسلوب عنه الشعور. وكيف ما كان فلا دخل لهذه الفقرة بمحل الاستشهاد.
ثانيتهما : ما رواه الشيخ بإسناده عن أبي بكر الحضرمي عن أبيه عن أبي عبد الله عليهالسلام « قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : لا تصلّ وأنت تجد شيئاً من الأخبثين » (٣).
والدلالة ظاهرة غير أن السند ضعيف من جهة تردد والد أبي بكر بين الثقة والمهمل ، فان أبا بكر الحضرمي إن كان هو محمد بن شريح فأبوه مهمل ، وإن كان هو عبد الله بن محمد فهو أي محمد ثقة إن أُريد به محمد بن شريح أبو عبد الله ، وإن أُريد به غيره فهو أيضاً مهمل ، وأما غيره ممن وقع في السند فلا بأس بهم ، فان علي بن الحكم موثق ، وكذلك الحضرمي نفسه لوقوعه في أسناد كامل الزيارات (٤).
__________________
(١) لا يخفى أنّ موثقة إسحاق بن عمار [ المروية في الوسائل ٧ : ٢٥٢ / أبواب قواطع الصلاة ب ٨ ح ٥ ] مشتملة على الحاقب ولا غمز في سندها بوجه.
(٢) المحاسن ١ : ١٦٣ / ٢٣٦.
(٣) الوسائل ٧ : ٢٥٢ / أبواب قواطع الصلاة ب ٨ ح ٣. التهذيب ٢ : ٣٢٦ / ١٣٣٣.
(٤) حسب الرأي السابق المعدول عنه ، والعمدة أنه ممدوح بعنوانه مضافاً إلى وقوعه في تفسير القمي كما أُشير إليه في المعجم ٢٢ : ٧٢ / ١٤٠٠٨.