أحدهما : ما رواه المشايخ الثلاثة بإسنادهم عن إسماعيل بن رياح عن أبي عبد الله عليهالسلام « قال : إذا صلّيت وأنت ترى أنك في وقت ولم يدخل الوقت فدخل الوقت وأنت في الصلاة فقد أجزأت عنك » (١) بعد تفسير الرؤية بالظن وإطلاقها من حيث التمكن من تحصيل العلم وعدمه.
ولكنه مخدوش بضعف السند أوّلاً ، وذلك بجهالة ابن رياح.
وربما يتصدى للتوثيق تارة : بأنه من أصحاب الصادق عليهالسلام وقد صرح الشيخ المفيد قدسسره في الإرشاد (٢) بوثاقتهم بأجمعهم بعد أن أنهى عددهم إلى أربعة آلاف رجل ، وتبعه على ذلك الشيخ الحر في أمل الآمل (٣) والمحدث النوري (٤) ، فكان هذا منه نظير توثيق العامة لجميع الصحابة.
ولكنه غير قابل للتصديق ، فان الشيخ الطوسي (٥) قد أتعب نفسه الزكية في إحصائهم دون أن يقتصر على الثقات ، بل ذكر حتى المنصور الدوانيقي وأبا حنيفة ونحوهما ممن أدرك الإمام وصحبه أيّاً من كان فلم يبلغ ذاك العدد ، بل لا يزيد على ثلاثة آلاف إلاّ بقليل ، ومن البين أن مجرد الصحبة لا تستلزم الوثاقة وإن ادعي ذلك في حق الصحابة ، فإذا كان المجموع بمن فيهم غير الثقة دون ذاك الحد الذي ادعاه المفيد فكيف يمكن تصديق مقالته.
على أنا لو سلمنا هذه الدعوى بحملها على خلاف ظاهرها ، وأنّ المراد أنّ أصحاب الصادق عليهالسلام جماعة كثيرون غير أن أربعة آلاف منهم
__________________
(١) الوسائل ٤ : ٢٠٦ / أبواب المواقيت ب ٢٥ ح ١ ، التهذيب ٢ : ٣٥ / ١١٠ ، الكافي ٣ : ٢٨٦ / ١١ ، الفقيه ١ : ١٤٣ / ٦٦٦.
(٢) الإرشاد ٢ : ١٧٩.
(٣) أمل الآمل ١ : ٨٣.
(٤) خاتمة مستدرك الوسائل ٧ : ٧١.
(٥) رجال الشيخ الطوسي : ١٥٥.