موضعين أحدهما ج ١ ص ١٨٥ والآخر ج ١ ص ١٩٤.
وبالجملة فهما روايتان إحداهما مسندة والأُخرى مرسلة ، وليستا برواية واحدة كما توهم ، ومحل الاستشهاد هي الثانية الساقطة عن صلاحية الاستدلال ، نعم روى الكليني (١) مضمونها بطريق آخر لكن السند ضعيف بموسى بن بكر (٢).
ومنها : ما عبر عنه أيضاً بصحيح حماد بن عثمان عن محمد بن خالد القسري قال : « قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أخاف أن نصلي يوم الجمعة قبل أن تزول الشمس ، فقال : إنما ذلك على المؤذنين » (٣).
وفيه : أن السند ضعيف بالقسري فإنه مهمل ، وحينئذ فإن أُريد من التعبير المزبور أن السند صحيح إلى حماد فهو حق ولكنه لا ينفع في تصحيح الرواية ، وإن أُريد أنها صحيحة نظراً إلى أن حمّاداً من أصحاب الإجماع ففيه ما مرّ غير مرة ولا نعيد.
ومنها : ما رواه العياشي في تفسيره عن سعيد الأعرج قال : « دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام وهو مغضب وعنده جماعة من أصحابنا وهو يقول : تصلون قبل أن تزول الشمس ، قال وهم سكوت ، قال فقلت : أصلحك الله ما نصلي حتى يؤذن مؤذن مكة ، قال : فلا بأس أما إنّه إذا أذن فقد زالت الشمس » إلخ (٤).
قال في الحدائق (٥) ما لفظه : الخبر صحيح كما ترى بالاصطلاح القديم ، لكون الكتاب من الأُصول المعتمدة.
__________________
(١) الوسائل ٥ : ٣٨٩ / أبواب الأذان والإقامة ب ٨ ح ٤ ، الكافي ٤ : ٩٨ / ١.
(٢) تقدم [ في ص ٢٤٦ ] أنّ الرجل موثق عند السيد الأستاذ ( قده ).
(٣) الوسائل ٥ : ٣٧٩ / أبواب الأذان والإقامة ب ٣ ح ٣.
(٤) الوسائل ٥ : ٣٨٠ / أبواب الأذان والإقامة ب ٣ ح ٩ ، تفسير العياشي ٢ : ٣٠٩.
(٥) الحدائق ٦ : ٢٩٦.