النحو الذي عرفت ، فهي قاصرة الدلالة على المطلوب بالكلية وإن كانت صحيحة من حيث السند.
الثانية : ما رواه الشيخ بإسناده عن الطاطري عن محمد بن أبي حمزة عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « سأله رجل قال : صليت فوق أبى قبيس العصر فهل يجزئ ذلك والكعبة تحتي؟ قال : نعم ، إنها قبلة من موضعها إلى السماء » (١) وهذه وإن كانت ظاهرة الدلالة على المطلوب لكنها ضعيفة السند ، لأن في طريق الشيخ إلى الطاطري ، علي بن محمد بن الزبير القرشي (٢) ولم يوثق ، وتعبير صاحب الحدائق (٣) عنها بالموثق في غير محله ، وكأنه اقتصر في ملاحظة السند على الرجال المذكورين فيه الذين كلهم ثقات ، ولم يمعن النظر في طريق الشيخ إلى الطاطري المشتمل على الضعيف كما عرفت.
الثالثة : مرسلة الصدوق قال « قال الصادق عليهالسلام : أساس البيت من الأرض السابعة السفلى إلى الأرض السابعة العليا » (٤) وهي في الدلالة كسابقتها. والتعبير عن السماء السابعة بالأرض كأنه من جهة عدّ كل سماء أرضاً بالإضافة إلى ما فوقها. وكيف كان ، فهي أيضاً ضعيفة السند بالإرسال فلا يعتمد عليها.
وبالجملة : فما عليه المشهور من اتساع القبلة من تخوم الأرض إلى عنان السماء لا يمكن المساعدة عليه بوجه ، بل الظاهر اختصاصها بفضاء البيت وما يتبعه عرفاً حسبما عرفت ، بل هذا هو الحال في جميع الأوقاف والأملاك من المساجد وغيرها ، فلا يتعدى الوقف والملك من ناحية السفل والعلو إلا
__________________
(١) الوسائل ٤ : ٣٣٩ / أبواب القبلة ب ١٨ ح ١.
(٢) التهذيب ١٠ ( المشيخة ) : ٧٦.
(٣) الحدائق ٦ : ٣٧٧.
(٤) الوسائل ٤ : ٣٣٩ / أبواب القبلة ب ١٨ ح ٣ ، الفقيه ٢ : ١٦٠ / ٦٩٠.