ومنها : ما رواه العياشي في تفسيره عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهمالسلام « قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ( وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال : الجدي ، لأنه نجم لا يزول ، وعليه بناء القبلة ، وبه يهتدي أهل البر والبحر » (١).
ومنها : ما رواه أيضاً عن أبي عبد الله عليهالسلام « في قوله ( وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال : ظاهر وباطن ، الجدي عليه تبنى القبلة ، وبه يهتدي أهل البر والبحر ، لأنه نجم لا يزول » (٢).
وهذه الروايات الثلاث كلها ضعيفة السند بالإرسال ، ولا تصلح للاستدلال. أما الأُولى فواضح ، وكذا الأخيرتان ، لجهالة طريق العياشي بعد أن حذف المستنسخ سامحه الله إسناد الأخبار روماً للاختصار ، زعماً منه أنه خدمة للعلم وأهله ، فأخرجها عن المسانيد إلى المراسيل ، وليته لم يفعل.
والعمدة هي الرواية الرابعة ، وهي ما رواه الشيخ بإسناده عن الطاطري عن جعفر بن سماعة عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهماالسلام قال : « سألته عن القبلة ، فقال : ضع الجدي في قفاك وصلّ » (٣).
والكلام فيها يقع تارة من حيث الدلالة ، وأُخرى من ناحية السند فهنا جهتان :
أما الجهة الأُولى : فقد نوقش في دلالتها من وجوه :
أحدها : أنها مجملة ، للقطع بعدم إرادة الإطلاق لجميع الأصقاع ، فإن هذه الأمارة تختص بالبلاد الواقعة شمالي مكة بحيث تكون قبلتها نقطة الجنوب كبعض مناطق العراق ، وأما في غيرها فربما تستوجب استدبار القبلة تماماً كالبلاد الواقعة جنوبها مثل عدن ، وربما تستوجب الانحراف الشاسع كالواقعة
__________________
(١) الوسائل ٤ : ٣٠٧ / أبواب القبلة ب ٥ ح ٣ ، تفسير العياشي ٢ : ٢٥٦ / ١٢.
(٢) الوسائل ٤ : ٣٠٧ / أبواب القبلة ب ٥ ح ٤ ، تفسير العياشي ٢ : ٢٥٦ / ١٣.
(٣) الوسائل ٤ : ٣٠٦ / أبواب القبلة ب ٥ ح ١ ، التهذيب ٢ : ٤٥ / ١٤٣.