فعلى الأوّل يثبت المطلوب ، إذ قد دلّ الصدر على أنّ الراوي أخبر عن الإمام عليهالسلام أنّه يقرأ في فاتحة الكتاب البسملة ولا يحذفها ، ولو لم يجهر بها لم يعلم أنّه يحذفها أو يقرأها ، والعجز على جهرة بها في ما لا يجهر فيه بالقراءة ، من غير تقييدٍ في الموضعين بالأُوليين.
وعلى الثاني لا دلالة فيه على أحد الدعويين ، وهذا بحمد الله واضح المنار ، فاعتبروا يا أُولي الأبصار.
٢ ـ ومنها : ما رواه ثقة الإسلام في ( الكافي ) عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن صفوان الجمّال ، قال : ( صلّيت خلف أبي عبد الله عليهالسلام أيّاماً ، وكان يقرأ في فاتحة الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم ، فإذا كانت صلاةٌ لا يجهر فيها بالقراءة جهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، وكان يجهر في السورتين جميعاً ) (١).
أقول : إنّما جعلنا هذا خبراً على حدة مع احتمال اتّحاده مع الصحيح السابق احتمالاً قريباً ؛ اقتفاءً لأثر العلماء الأعلام الأبدال حيث جعلوه خبراً بالاستقلال.
وقد عدّه بعض الفضلاء (٢) من قسم الضعيف بالقاسم بن محمّد الجوهري ، وهو وإن كان واقفيّاً إلّا إنّ ابن داود وثّقه (٣).
وكيف كان ، فوقفه لا يوجب عدّ حديثه في الضعيف مع ثبوت توثيق ابن داود له.
وربّما توهم أنّه الأصفهاني المعروف بكاسولا ، وليس كذلك ؛ لأنّ رواية الحسين بن سعيد عنه قرينة على أنّه الجوهري ، إلّا إنّ في الاكتفاء بتوثيق ابن داود له نظراً ظاهراً :
أمّا أوّلاً ؛ فلانفراده به دون غيره من الأوائل والأواخر.
وأما ثانياً ؛ فلبنائه في ذلك على التعدّد لذكر الشيخ رحمهالله له في رجاله مرّةً في أصحاب
__________________
(١) الكافي ٣ : ٣١٥ / ٢٠ ، وليس فيه : ( وكان يقرأ في فاتحة الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم ).
(٢) مرآة العقول ١٥ : ١١٢.
(٣) كتاب الرجال ( ابن داود ) : ١٥٤.