الكاظم عليهالسلام (١) ومرّة في باب : من لم يروِ عنهم عليهمالسلام (٢) ، وهو لا يدلّ على التعدّد ، لأنّه رحمهالله كثيراً ما يذكر الرجل مرّتين أو أكثر لبعض الاعتبارات ولو باختلاف أوصافه وأحواله ، كما لا يخفى على مَنْ راجع فهرسته وكتاب رجاله.
وكيف كان ، فالتقريب فيه كالأوّل.
٣ ـ ومنها : ما رواه رئيس المحدّثين محمّد بن علي الصدوق في ( العيون ) بسنده المتّصل إلى تميم بن عبد الله القرشي ، قال : ( حدّثني أبي ، عن أحمد بن علي الأنصاري ، قال : سمعت رجاء بن أبي الضحّاك يقول : بعثني المأمون في إشخاص علي بن موسى الرضا عليهالسلام من المدينة .. ) ، ثمّ حكى جملةً وافرة من أحواله الطاهرة ، وعبادته الوافرة ، إلى أنْ قال : ( وكان عليهالسلام يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع صلاته بالليل والنهار ) (٣).
أقول : لا يخفى على ذي فكر نقّاد وفهمٍ وقّاد ما في هذا الخبر الشريف من الدلالة على عموم جهره عليهالسلام بها في حال الائتمام والانفراد ، إلّا إنّه مختصٌّ بالأُوليين ؛ لأنّه عليهالسلام لا يقرأ في الأخيرتين ، بل كان عمله التسبيح ؛ لقوله فيه : ( وكان يسبّح في الأُخراوين ، يقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ، ثلاث مرّات ).
وفيه دلالةٌ على أنّه عليهالسلام كان يجهر بالتسبيح ، كما لا يخفى على ذي فكر صحيح ، إلّا أنْ يُلتزم بعدم المنافاة بين الإخفات وسماع الغير ، كما مرّ فيه الكلام ، وأنّه غير رجيح.
وحينئذٍ ، لا دلالة فيه على أحد الدعويين ، وإنّما الغرض من ذكره الردّ على ابن الجنيد (٤) ؛ لتخصيصه الجهر بالإمام.
بل ربّما يستفاد من قوله : ( وكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ) .. إلى آخره ، أنّه لو كان يقرأ في الأخيرتين لجهر فيها بها ، ويستفاد منه ومن أمثاله أنّ السبب في عدم
__________________
(١) رجال الشيخ الطوسي : ٣٥٨.
(٢) رجال الشيخ الطوسي : ٤٩٠.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٨٢ ١٨٣ / ٥.
(٤) عنه المختلف ٢ : ١٥٥.