الإمام ، ويدلّ عليه أيضاً ما رواه الشيخ والصدوق في ( الفقيه ) و ( الخصال ) ، عن الصادق عليهالسلام ، قال : « لا تصلِّ خلف الغالي وإنْ كان يقول بقولك ، والمجهول ، والمجاهر بالفسق وإنْ كان مقتصداً » (١).
وما رواه في ( العلل ) ، قال : قال الصادق عليهالسلام : « ثلاثة لا يُصلّى خلفهم : المجهول ، والغالي وإنْ كان يقول بقولك ، والمجاهر بالفسق وإنْ كان مقتصداً » (٢).
وما رواه الكشّي صحيحاً عن يزيد بن حمّاد ، عن أبي الحسن عليهالسلام ، قال : قلت له : أُصلّي خلف مَنْ لا أعرف؟ قال : « لا تصلِّ إلّا خلف مَنْ تثق بدينه » (٣).
ومثله رواية أبي عليّ بن راشد (٤).
والمراد بـ ( المقتصد ) في الخبرين الأوّليّين : الإمامي المتوسط ، الذي ليس بغالٍ ولا مخالف ، لكنّه مجاهر بالفسق.
ثمّ إنّ المجهول يقال على مجهول الإيمان ، ومجهول الحال ، ومجهول الولادة.
وإطلاق هذه الأخبار يتناول الثلاثة ، مضافاً في الأخير إلى ما دلّ على اشتراط طهارة المولد ، إلّا إنّ بإزائها خبر عبد الرحيم القصير ، قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : « إذا كان الرجل لا تعرفه يؤمّ الناس ، فيقرأ القرآن ، فلا تقرأ واعتد بقراءته » (٥).
وهو ناطقٌ بخلافها كما ترى.
وربّما يحمل على من رُئِيَ يؤمّ العدول. وحمله بعض مشايخنا على التقيّة ، بقرينة لفظ ( الناس ) (٦). ولا يخفى ما فيه ، إذ المصلّي خلفهم لا يعتدّ بقراءة إمامهم ، وإنّما يقرأ لنفسه.
(٣) ومنها : النهي عن الصلاة خلف السفيه.
__________________
(١) التهذيب ٣ : ٣١ / ١٠٩ ، الفقيه ١ : ٢٤٨ / ١١١١ ، الخصال ١ : ١٥٤ / ١٩٣ ، وقد ورد في الأخيرين : « ثلاثة لا يصلّى خلفهم : المجهول ، والغالي وإنْ كان يقول بقولك ، والمجاهر بالفسق وإنْ كان مقتصداً ».
(٢) لم نعثر عليه في ( العلل ) ، لكن ورد في ( الفقيه ) و ( الخصال ) ، كما أشرنا إليه في الهامش السابق.
(٣) رجال الكشي ٢ : ٧٨٧ / ٩٥٠.
(٤) الكافي ٣ : ٣٧٤ / ٥.
(٥) التهذيب ٣ : ٢٧٥ / ٧٩٨ ، وفيه : ( واعتد بصلاته ).
(٦) الوسائل ٨ : ٣١٩ ـ ٣٢٠ ، أبواب صلاة الجماعة ، ب ١٢ ، ذيل حديث ٤.