بحاجة إلى ذكرها ، والتنويه بها.
وعلى فرض الحاجة إلى ذلك ، فإن كيفية الحديث عنها ، وطريقة التعاطي معها قد كانت فريدة ، وغير سديدة ، ولا رشيدة .. بل هي في أحيان كثيرة مجرد تمحلات تافهة ، وبعيدة.
والتقية إنما تفرض عليه السكوت ، أو التصريح بأدنى المراتب التي يمكن بها دفع غائلة أهل البغي والباطل ، ولا تفرض هذا القدر من الإصرار ، ومن الإكثار من الكلام التسويقي لأمورٍ لا حقيقة لها ، ولا لما يدعيه في تسويقها ..
وزعم البعض : أن ابن عربي قد ذكر وهو يتكلم عن رؤية الروافض بصورة خنازير : أن الروافض من الشيعة. وهذا يؤيد أن يكون مراده بالروافض هم الخوارج ، لأن معنى هذه العبارة : أن الروافض هم طائفة انفصلت من الشيعة ، واتبعت مذهب النصب والانحراف .. (١).
ونقول :
إن حبهم لابن عربي قد دعاهم إلى أن يجعلوا من نفس دليل إدانته دليلاً على صحة عقيدته!! ..
فإن قوله : إن الروافض هم من الشيعة ، صريح في أنه يعرف فرق الشيعة المختلفة ، كالزيدية ، والإسماعيلية ، وغير ذلك .. ويعرف أن الروافض هم خصوص فرقة الإمامية ، التي هي أهم الفرق ، وأكثرها اتساعاً ، وأصعبها مراساً
__________________
(١) راجع : الروح المجرد ص ٤٢٧.