صديق» (١) أو صديقاً.
قال العجلوني : عن نسبة هذا القول إلى عمر : «قال النجم : هذا غير معروف في كتب الحديث في حق عمر ، لا عنه ، ولا عن غيره. وإنما روى ابن سعد في طبقاته : ان اباذر قال الخ ..» (٢).
٥ ـ وقال : «وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : كيف اجتنب طيب الطعام ، وفهم من كلام الله تعالى : (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا) (٣) .. أنه ينسحب (٤) على كل إنسان من مؤمن وكافر ..
أترى يا نفس ، هذا العارف الذي وسع عليه في الدنيا يكون أفقه من عمر بن الخطاب؟! ، الذي وافق رأيه في الأحكام ، وقد شهد له الرسول صلى الله عليه [وآله] وسلم : أنه ليس من الباطل في شيء ..» (٥).
ونقول :
قد نسي ابن عربي : أن هذا الرأي من عمر يخالف القرآن الذي يقول : (كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) (٦) ..
وأن عمر قد غلط في فهمه لمعنى الآية التي استشهد بها ، حيث لا يغلط
__________________
(١) راجع : الطبقات لابن سعد ج ٤ ص ٢٣٦ والبحار ج ٣١ ص ١٨٠ وشرح النهج ج ٣ ص ٥٨ والدر المنثور ج ٢ ص ٢٩٣ وغير ذلك.
(٢) كشف الخفاء ج ٢ ص ١٨٣.
(٣) الآية ٢٠ من سورة الأحقاف.
(٤) أقول : هذا التعبير مستحدث ، ولا أظن ابن عربي قد قال ذلك ، والله العالم ..
(٥) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص ١٤١ و ١٤٢.
(٦) الآية ٥٧ من سورة البقرة.