مسح على عيني عمر ، حتى رأى المسلمين في نهاوند ، وقد كمن لهم عدوهم ، ولم يكن لهم نجاة منه إلا بالإلتجاء إلى جبل هناك. فقال عمر لهم ذلك حينئذٍٍ (١) ..
١٢ ـ وقال : «كن عمري الفعل ، فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : «من خدعنا في الله انخدعنا له» .. (٢).
١٣ ـ وقال : «من أقطاب هذا المقام عمر بن الخطاب ، وأحمد بن حنبل ، ولهذا قال صلى الله عليه [وآله] وسلم في عمر بن الخطاب ، يذكر ما أعطاه الله من القوة : يا عمر ، ما لقيك الشيطان في فج إلا سلك فجاً غير فجك».
فدل هذا على عصمته ، بشهادة المعصوم.
وقد علمنا : أن الشيطان ما يسلك قط بنا إلا إلى الباطل ، وهو غير فج عمر بن الخطاب. فما كان عمر يسلك الافجاج الحق بالنص ، فكان ممن لا تأخذه في الله لومة لائم ، في جميع مسالكه ، وللحق صولة» (٣).
وقد تقدم : أن أبا بكر له شيطان يعتريه ، ويخاف من الزيغ بسبب ذلك .. أما عمر فإن الشيطان يسلك غير فجه .. فكيف يكون ابو بكر مقدماً عنده على عمر يا ترى؟!
كما أن من المعلوم : أن ادعاء عصمة عمر بن الخطاب مما لا يوافقه عليه أحد من أهل المذهب ..
__________________
(١) مدينة المعاجز ج ٢ ص ١٥ / ١٨ والهداية الكبرى ص ١٧٣.
(٢) الوصايا ص ٥٤.
(٣) الفتوحات المكية ج ٣ ص ٢٥٢ بتحقيق إبراهيم مدكور ، وعثمان يحيى.