فتجده يصعد ، ويصوب ، ويتذاكى ، ويتذبذب ، ويسعى للتوفيق بين رفضه للعمل بالقياس ، وبين حفظ مقام القياس ، ومقام القائلين به ، وتأكيد حجية أحكامهم به ، ومعذوريتهم فيها ..
٤ ـ ويقول معقباً على جمع النبي صلىاللهعليهوآله بين المغرب والعشاء في المزدلفة ، وبين الظهر والعشاء في عرفة :
«.. فإن الله قد علم من عباده : أنهم بعد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يتخذون القياس أصلاً فيما لا يجدون فيه نصاً من كتاب ، ولا سنة ، ولا إجماع ، فوفق رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم إلى الجمع في هذا اليوم بتقديم صلاة العصر ، وتأخير صلاة المغرب ، ليقيس مثبتوا القياس التأخير لهذا التأخير ، والتقديم لهذا التقديم ..
وقد قرر الشارع حكم المجتهد أنه حكم مشروع ، فإثبات المجتهد القياس أصلاً في الشرع ، بما أعطاه دليله ، ونظره واجتهاده ، حكم شرعي ، لا ينبغي أن يرد عليه من ليس القياس من مذهبه.
وإن كان لا يقول به ، فإن الشارع قد قرره حكماً في حق من أعطاه اجتهاده ذلك.
فمن تعرض للرد عليه ، فقد تعرض للرد على حكم أثبته الشارع.
وكذلك صاحب القياس ، إن رد على حكم الظاهري الخ ..» (١).
٥ ـ وهو يجوّز أخذ الخبر من الفاسق ، حتى من شارب الخمر ، إذا حدَّث في حال إفاقته .. (٢).
__________________
(١) الفتوحات المكية ج ٧ ص ١٣٧ و ١٣٨ تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
(٢) راجع : الفتوحات المكية ج ١٣ ص ٤٥٣ و ٤٥٤ تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.