هؤلاء ، وقد رأيت أنك أسفل درجة منهم»؟! (١).
وقد تكلم في كتابه : «عنقا مغرب ، في ختم الأولياء ، وشمس المغرب» عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ..
ولكنه رغم أنه لم يخرج فيه عما يعتقده أهل السنة في هذا الأمر. فقد ادعى في أول كتابه : «أنه قد تردد في كتابة بعض موارده ، مما كان يوضحه تارة ، ويخفيه أخرى ، ثم عاد وصمم على البوح بتلك الأسرار!! فهو يقول :
١٥ ـ «.. لكني خفت من نزعة العدو والشيطان ، أن يُصَرَّح بي في حضرة السلطان ، فيقول علي ما لا أنويه ، وأحصل من أجله في بيت التشويه ، فسترت الشة بالعززان (كذا) ، صيانة لهذا الجسمان ، ثم رأيت ما أودع الحق من هذه الأسرار لديه ، وتوكلت في إبرازه عليه ، فجعلت هذا الكتاب لمعرفة هذين المقامين الخ ..» (٢).
ونقول :
إننا بعد المراجعة وجدنا : أنه لم يذكر في هذا الكتاب ما يستحق أن يقال عنه : إنه من الأسرار ، بل ذكر فيه ما يتوافق مع اعتقادات أهل السنة وحسب.
فإذا كانت الأسرار التي يخفيها خوفاً من السلطان ، هي هذه .. فذلك يدل على أنه إنما كان يخشى من أن يفهم الحكام من حديثه حول الإمام المهدي : أنه يرى عدم شرعية حكوماتهم .. وأن أولئك الحكام من أهل الظلم والجور ، لا سيما وأنه يستند إلى الحديث القائل : عن الإمام المهدي عليهالسلام أنه
__________________
(١) منهاج البراعة ج ١٣ ص ٣٧٨ و ٣٧٩ نقلاً عن ابن عربي.
(٢) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثالثة) ص ٩.