إن من خصوصيات مذهب التشيع قوله : إن الإمام علياً عليهالسلام هو الإمام والخليفة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأن ذلك ثابت بالنص القاطع ، والبرهان الساطع .. وإنكار صحة خلافة المتقدمين عليه ، والغاصبين لحقه ..
ولأجل ذلك : فإن الشيعة لا يعظِّمون من تعدى على الإمام علي عليهالسلام في هذا الأمر ، ويرونه مخالفاً للنص ، ناقضاً للعقدة التي عقدها الله ورسوله ، ويعتبرون أن من يعظم هؤلاء الناس ، ومن ناصرهم وأعانهم ، ويناصرهم ويدافع عنهم ليس شيعياً. وهذا أمر عقلي عقلائي ، يدركه الناس ، ويعرفونه ، ويتوقعونه ..
والأمر بالنسبة لابن عربي لا يشذ عن هذه الضابطة ، وبالرجوع إلى كلماته ، في مختلف مؤلفاته ، نجد : أنه لم يزل يعظم المناوئين للإمام علي عليهالسلام ، مثل أبي بكر ، وعمر ، والمتوكل ، وعائشة ، وطلحة ، والزبير ، ومالك ، والشافعي ، وحتى الحجاج بن يوسف ، وأمثال هؤلاء ، في عشرات ، بل في مئات الموارد .. وهو يذكر ذلك بمناسبة ، وبدون مناسبة.
وأما أهل البيت عليهمالسلام فنادراً ما يأتي على ذكرهم ، وإن ذَكَرَهم ، فبصورة عابرة ، أو تكاد ، حتى إننا إذا أردنا مقايسة كلامه فيهم بكلامه في الإمام علي عليهالسلام ، فلا يعدو كونه بمثابة قطرة من بحر ، أو غرفة من نهر.
وليس هذا هو دأب الشيعة مع مناوئي أهل البيت ، فإن لهم موقفاً معروفاً من هؤلاء ، فهم لا يطرونهم ـ كما قلنا ـ بسبب ما ارتكبوه في حق السيدة