الْمُفْسِدِينَ) (١) ..
وقال تعالى أيضاً : (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ، فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ) (٢) ..
ورواياتنا عن أئمتنا عليهمالسلام قد دلت على ذلك أيضاً ..
وفي الآيات تصريح بأن فرعون ومن معه أئمة يدعون إلى النار ، وأنه تعالى قد اتبعهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين .. فما معنى الحكم بإيمانه ، وأنه طاهر مطهر؟!
٤٣ ـ ويقول : «فالإيمان أصل ، والعمل فرع لهذا الأصل بلا شك. ولهذا لا تخلص للمؤمن معصية أصلاً ، من غير أن تخالطها طاعة ، فالمخلط هو المؤمن العاصي ، فإن المؤمن إذا عصى في أمر ما ، فهو مؤمن بأن ذلك الأمر معصية ، والإيمان واجب ، فقد أتى واجباً ، فالمؤمن مأجور في عين عصيانه ، والإيمان أقوى من المعصية» (٣).
٤٤ ـ ويقول : «وأما النصيحة لرسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ، ففي زمانه إذا رأى منه الصاحب أمراً قد قرر خلافه ـ والإنسان صاحب غفلات ـ فينبه الصاحب رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم حتى يرى : هل فعله
__________________
(١) الآية ٩١ من سورة يونس.
(٢) الآيتين ٨٤ و ٨٥ من سورة غافر.
(٣) الفتوحات المكية ج ٨ ص ٢٣٢ تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.