وآله» ، فيقول له على مسمع منا :
«لماذا أنت حليم وكريم ، وسموح ونبيل ، إلى هذا الحد»؟!
فهل من يكون حليماً ، وكريماً ، وصاحب نبل ، وخلق رفيع ، يكون قد ارتكب ذنباً بذلك؟!
وهل يصح أن يعّد هذا النوع من الكلام معه لوماً له ، وانتقاصاً لشأنه ، وإنقاصاً من قدره ومقامه؟! ..
حاشا وكلا!! ..
بل هو غاية التكريم له ، والثناء عليه ، وهو إعلان بمقامه السامي ، وتنويه عظيم به ، وإظهار لمآثره الجليلة ، لنجد نحن فيه الأسوة الحسنة الفضلى ، والقدوة المثلى ..
ولكن ابن عربي أراد أن يفسر كلام الله ، بما يناقض المقصود الحقيقي ، بل لقد وصل الأمر به إلى حد أن ينسب النقص والخلاف لرسول الله صلىاللهعليهوآله!!
واستدلوا على تشيع هذا الرجل بأشعاره التي يذكر فيها الوصية ، وهي :
وصّى الإله ، ووصت رسله فلذا |
|
كان التأسي بهم من أفضل العمل |
لولا الوصية كان الخلق في عمه |
|
وبالوصية دام الملك في الدول |
فاعمد إليها ولا تهمل طريقتها |
|
إن الوصية حكم الله في الأزل (١) |
__________________
(١) راجع : الروح المجرد ص ٣٢٧ الفتوحات المكية صدر الباب ٥٦٠ ج ٤ ص ٤٤٤ ط دار صادر أفست عن طبعة دار الكتب العربية الكبرى بمصر ، وروضات الجنات ج ٤ ص ١٩٣ طبعة حجرية عن كتاب الوصايا لابن عربي.