طائفة من كلامه الذي يرتبط بهم عليهمالسلام. وقد ضمّنه بعض ما يمكن أن يدخل في دائرة الانتقاص لهم ، والسعي لتصغير شأنهم ، لكي يضاف إلى سائر النصوص التي تؤكد حقيقة أن هذا الرجل أبعد ما يكون عن التشيع ، وعن رموزه ، وأعلامه ، فضلاً عن أن يلتزم بعقائده ، أو بشرائعه وأحكامه ..
فنقول :
٦ ـ قال ابن عربي : «ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم : كمل من الرجال كثيرون ، ولم يكمل من النساء إلا مريم وآسية» .. (١).
٧ ـ وقال : «كما قال في الكمال ، فذكر أنه يكون أيضاً في النساء ، وعيَّن منهن مريم بنت عمران ، وآسية امرأة فرعون ..» (٢).
٨ ـ وقال : «وقد شهد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، بالكمال لمريم وآسية ..» (٣).
فلو كان ابن عربي شيعياًَ لم يعتمد هنا على رواية البخاري ، ومسلم ، والترمذي ، وابن ماجة ، التي أريد منها الانتقاص من سيدة نساء العالمين بصورة مبطنة .. ثم يقرر على أساسها أن الكمال محصور بالسيدة مريم ، وبآسية بنت مزاحم ، ولا يشير بشيء ، لا إلى السيدة خديجة ، ولا إلى السيدة فاطمة الزهراء عليهماالسلام.
مع أن روايات أهل البيت عليهمالسلام تؤكد على حقيقة أن أفضل
__________________
(١) الفتوحات المكية ج ١٢ ص ٢٦٩ تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
(٢) الفتوحات المكية ج ١٣ ص ٥٨٣ تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
(٣) الفتوحات المكية ج ١٠ ص ٣٤٩ تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.