الرابع : إنه قد يكون لما يطلقونه من كلمات مستطرفة ، وأقوال حكيمة ، ومواعظ زهدية ، درجة من التأثير على الناس العاديين ..
مع أن كثيراً من تلك الأقوال مقتبسة من أقوال الأنبياء والأوصياء ، وقد انتحلوه ونسبوه لأنفسهم ..
علماً بأن أمثال هذه الأقوال مما يتداوله سائر أهل الملل والنحل ، لأنها مما تتوافق عليه العقول ، وينساق إليها الناس بفطرتهم ، فإن العقلاء ، يدركون مساوئ الظلم والحسد ، والبغي ، والبخل ، وما إلى ذلك ، ومحاسن الإحسان ، والعدل ، والصدق ، والأمانة ، و .. و ..
قلنا فيما سبق : إن الحكام كانوا بحاجة إلى أناس معروفين بالزهد ، منسوبين إلى الكمال ، والعبادة ، ليعارضوا بهم الأئمة عليهمالسلام ، وليصغروا من شأنهم عليهمالسلام .. فكان أن أظهروا تعظيم هؤلاء ، واهتموا بشأنهم ، وأطروهم ، وأظهروا الاتعاظ بمواعظهم ، مع علمهم بعدم لحوق أي ضرر بهم ، وبحكومتهم من قبلهم .. بل هناك منافع كثيرة ومتنوعة ، لاحاجة إلى بسط الكلام فيها.
إن الطريق الذي سلكه هؤلاء يسهل سلوكه على كل أحد ، ويسهل ادعاء الوصول فيه إلى الغايات والمقامات ، من العالم والجاهل ، ومن الكبير والصغير ، ومن الذكي والغبي .. ولا يحتاج في ذلك إلى أي دليل ، فإن دعوى الكشف والشهود والعلم اللدني تحل أعظم المشكلات ، وتسهل كل عسير. وهذا الطريق هو مطية الطامحين العاجزين ، والكسالى ، حيث يحصلون من خلاله على ما يريدون بلا تعب ولا نصب ، وبلا سهر ، أو إجهاد فكر في