الأول : لعل السبب في إظهارهم لهذا الحب هو سعيهم للتأثير على البسطاء والسذج من الشيعة لاجتذابهم إلى جانبهم.
وقد كان من دأب هؤلاء أنهم يتقربون من كل طائفة بما تحب.
فهم سنة مع أهل السنة.
وهم يحبون الإمام علي عليهالسلام مع الشيعة ، وقد أخذوا عنه خرقة التصوف.
وهم بالنسبة للسفهاء يدّعون مقامات الألوهية فضلاً عن مقام النبوة ، كما أنهم يدّعون الخوارق والمعجزات لأنفسهم ويدّعون علم الغيب ، ويسمونه بالكشف .. ويصدقهم الناس البسطاء في ذلك ..
الثاني : إن إظهارهم لهذا الحب لا يتناقض مع عقائد أهل السنة ، ولا يضر بما يعتقدونه في مسألة الخلافة ، ولا مع غيرها من سائر اعتقاداتهم .. خصوصاً مع تصريحهم ـ وخصوصاً ابن عربي ـ بعقائدهم المخالفة لعقائد أهل البيت وشيعتهم ، ومع ما يصرح به من مقامات لمناوئي أهل البيت ، وغير ذلك .. و ..
الثالث : إن من يدعي أن فرعون من أهل النجاة ، ويرى في كل شيء أنه هو الله تعالى ، بل هو يحب عبدة العجل ، لأنه يرى أن عبادتهم للعجل ، عين توحيدهم وإيمانهم ، ان من يكون كذلك ، فلابد أن يحب كل شيء ، فيحب المؤمن والكافر ، ويترحم على الحجاج ، ويعظم المتوكل ، ويحب عبدة العجل ، ويعظم فرعون ، وأبا سفيان ومعاوية ويزيد ، وكل فاسق وفاجر ، وشرير ومشرك ، لأنهم جميعاً مجالي الحق. وقد اتحد الحق معهم ، وإن اختلفت الأسماء الاصطلاحية ، على حد تعبيرهم ..
ويؤكد ذلك : قولهم بالجبر الإلهي ، الذي يؤكد لهم أنه لا حيلة لهم فيما يصدر عنهم ، ويقرر معذورية كل أهل الكفر والشرك والانحراف فيما هم فيه وعليه ..