الناس إليه هو علي ، فاستفادوا من قربه إليه إمامته وسيادته للعالم أيضاً مثله صلىاللهعليهوآله ..
مع أن استفادة ذلك غير ظاهرة ، ولا صحيحة ، فإنه إذا وصف النبي بالنبوة ، فإن هذا الوصف لا يثبت لأقرب الناس إليه أيضاً ..
وقد استدلوا أيضاً بكلام ابن عربي حول الغدير ، فقالوا :
«وقد أعرض في رسالته المشهودة عن ذكر إيمانه بإمامة الخلفاء ، ونوه بلطف إلى وجوب الاعتقاد بالأمور الواقعة في يوم الغدير ، ومن جملتها تعيين خلافة الأمير عليهالسلام ، حتى يصل إلى قوله :
«ووقف في حجة وداعه على كل من حضر من أتباعه ، فخطب وذكَّر ، وخوف وحذَّر ، ووعد وأوعد .. إلى أن قال : هل بلغت؟!
فقالوا : بلغت يا رسول الله.
فقال : اللهم اشهد» (١).
ونقول :
أولاً : قد يكون سبب إعراضه عن ذكر إيمانه بإمامة الخلفاء هو عدم وجود مناسبة تقتضي ذلك ، لا لأجل وجود تحفظ لديه على إمامتهما.
ثانياً : إن ذكر واقعة الغدير بدقائقها وتفاصيلها في كتاب لا يدل على التزام مؤلفه بمضمونها وفق التفسير الشيعي الإمامي لها. فإن كثيراً من علماء أهل السنة ، قد أوردوها في كتبهم ، وبقوا على تسننهم ، وحاولوا تأويلها ، والخروج من تبعات الالتزام بها ..
__________________
(١) الروح المجرد ص ٣٢٩.