مغال فيه صلىاللهعليهوآله ، أو عابد له.
ورغم ذلك كله ، فإن ابن عربي لم يزل يعطي قائل هذه الكلمات بالذات الأوسمة ، والمقامات لنفس مقولاته الجريئة هذه. ويجعله يرتفع بها لينال أعظم مراتب الزلفى عند الله!!
٦ ـ ويقول : عن أبي بكر أيضاً :
«رب عبد يخص بشهود المعية ، ولا يتعدى ذلك منه إلى أتباعه ، كقول موسى عليهالسلام لبني إسرائيل : (إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (١).
ورب عبد يتعدى منه نوره إلى أتباعه ، فيشهدون به سر المعية ، كقول سيدنا محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم : (إِنَّ اللهَ مَعَنَا) (٢) .. ولم يقل : معي ، لأنه أمدّ أبا بكر بنوره ، فشهد سر المعية ..
ومن هنا يفهم سر إنزال السكينة على أبي بكر رضي الله عنه ، وإلا لم يثبت تحت أعباء هذا التجلي والشهود.
وأين معية الربوبية في قصة موسى عليهالسلام ، من معية الإلهية في قصة نبينا صلى الله عليه [وآله] وسلم» .. (٣).
ونقول :
انظر أيها القارئ العزيز كيف أنه بهذا البيان قد حوَّل ما فيه مؤاخذة لأبي بكر ، ليصبح من أعظم فضائله ومقاماته .. وذلك بعد أن أفسد سياق الآية
__________________
(١) الآية ٦٢ من سورة الشعراء.
(٢) الآية ٤٠ من سورة التوبة.
(٣) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثانية) ص ٤٨٨ و ٤٨٩.