بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.
وبعد ..
فإن ما قدمناه في هذه الدراسة ما هو إلا نبذة تكاد تكون يسيرة إذا قيست بمجموع ما سجله ابن عربي في كتبه من تصريحات ـ وما أكثرها ـ أو تلويحات ، وإشارات لا مجال لعدها وحصرها .. تدل على المنحى الذي يتخذه ابن عربي لنفسه ، ويدين به ربه في السر وفي العلن ..
وليت شعري ، إذا كان هذا الرجل قد ذكر في مؤلفاته هذا الكم الهائل ـ الذي ذكرنا في هذه الدراسة بعضاً منه ، ـ من الدلائل الصريحة في تسننه ، حتى إن ما يتعلق به من يدعي تشيعه ما هو إلا نزر يسير ، لايكاد يظهر له أثر في هذا البحر العجاج ، المتلاطم الأمواج؟!.
إذا كان الأمر كذلك ، فلماذا لا يرضون ببعض ما ذكرناه لإثبات عكس ما يدعون ، فيؤكدون على تسننه ، بالاستناد إلى كل هذه الأدلة العالية جداً في مستوى الصراحة والجهر .. والقاطعة في هذا الأمر لكل عذر؟!.
وكيف أبصروا خصوص تلك الإيحاءات الضعيفة والعليلة والواهية ، ولم يروا بعين إنصافهم هذا القدر العظيم ، والكم الهائل الصريح والواضح في مقابله؟!