إن تعظيم ابن عربي للشخصيات المناوئة لعلي ، وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليه وعليهم ، لا يقتصر على أولئك الذين غصبوا الخلافة منه عليهالسلام في البداية ، بل هو يمتد إلى كل من كان يكره علياً عليهالسلام ، ويعين عليه ، ويقف في موقع المسيء لذريته ، ولشيعته ..
إنه يعظم تلك الشخصيات وينتحل لها مواصفات ، ويطلق عليها أوصافاً وألقاباً ، وينتحل لها مقامات مجيدة وفريدة ، مع أنها ليست موالية لأهل البيت ، إن لم تكن ممن ساعد وعاضد الآخرين ضدهم ، أو هي على الأقل تسير في غير نهجهم عليهمالسلام ، وتوالي وتؤيد من لم يزل يقف في وجههم ، وينكل بشيعتهم ..
ونحن نذكر في هذا الفصل بعضاً مما قاله حول هؤلاء ، الذين كانوا يسيرون في الإتجاه الآخر ، أو أنهم على الأقل ، لا يتولونهم ، ولا يعترفون بإمامتهم ، فنقول :
١ ـ قد ذكرنا فيما سبق : أنه يقول : إن ممن حاز الخلافة الظاهرية والباطنية : المتوكل العباسي ومعاوية بن يزيد ، وعمر بن عبد العزيز .. و .. و .. (١).
__________________
(١) الفتوحات المكية ج ١١ ص ٢٧٤ و ٢٧٥ بتحقيق إبراهيم مدكور ، وعثمان يحيى وراجع : الاثنا عشرية ص ١٧٠ و ١٧١.