إهماله الظاهر لذكرهم عليهمالسلام ، بالقياس إلى من عداهم ..
بل هو قد ذكر أن أهل البيت بما فيهم علي ، والحسن ، والحسين ، و .. عليهمالسلام قد يرتكبون الزنا ، والسرقة ، وشرب الخمر ، و .. و .. ولم يذكر أن ذلك ممكن في حق غيرهم من الخلفاء ..
وبديهي : أن الإهمال التام لذكر علي والحسن والحسين والزهراء عليهمالسلام ، غير مستساغ عند جميع المسلمين ، فإنهم على رأس من يرى جميع المسلمين أن الله قد أوجب مودتهم ، ومحبتهم .. فقد كان لا بد له ولغيره من ذكر هؤلاء في المواقع المقتضية لذلك ، للخروج من حالة الإحراج في أمر ألزم به القرآن ، وصرحت به الأحاديث المتواترة ..
ولكن ابن عربي لم يهتم كثيراً لهذا الأمر ، فأهمل ذكرهم .. إلى حد أنك لا تكاد تشعر بوجودهم ، ولا بأي دور ، أو مقام لهم صلوات الله عليهم فراجع موسوعته الأهم ، فتوحاته المكية ، وفصوص الحكم ، ورسائله ، وغيرها ، رغم أنك تجد إغراقاً ، بل واستغراقاً في الثناء والتعظيم ، لمن عداهم ، وعاداهم .. وهو يبادر إلى تسطير الفضائل والكرامات والمقامات لمن خاصمهم وناواهم ، بمناسبة وبدونها ..
أما ذكر باقي الأئمة ، مثل الإمام العسكري ، والهادي ، والجواد ، والرضا ، والكاظم ، و .. صلوات الله وسلامه عليهم ، فذلك ـ لو حصل ـ فسيكون نادرة الدهر ، وغريبة العمر ..
وبعد أن عرفنا كيف أن ابن عربي قد حوَّل آية التطهير من فضيلة كبرى لأهل البيت عليهمالسلام ، إلى سبب ذم ، ووسيلة انتقاص ، فإننا نذكر ها هنا