لهوى نفس ، فيبادر إلى فعلها ، ويقنع الشيطان المارد منه بهذا الأخذ عنه على جهالة ، فلو كان الولي على بينة من ربه في ذلك لكان أولى ..
فالشيطان لا يقدر أن يقدح في علم التجلي الإلهي بوجه من الوجوه ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في حق شيطانه ، أعنى قرينه الموكل : إن الله أعانه عليه فأسلم ، أي انقاد إليه فلا يأمره إلا بخير ..» (١).
٥٣ ـ ويقول : «إن الأنبياء تفتن في الممات ، كما يفتن المؤمنون» (٢).
الإستدلال بفعل ابن عمر :
ومن ميزات مذهب الشيعة الإمامية حكمهم بعدم صحة الإئتمام بالفاسق ، والقول بالجواز إنما هو في مذاهب أهل السنة ، وابن عربي يلتزم بما عند أهل نحلته ، فهو يقول :
٥٤ ـ «فلما رأينا أولياء الله يأتمون به (أي بالفاسق) ، وينفعهم ذلك عند الله ، ويكون هذا الإقتداء سبباً في نجاتهم ، صحت إمامته. وقد صلى عبد الله بن عمر خلف الحجاج ، وكان من الفساق بلا خلاف المتأولين بخلاف.
فكل من آمن بالله ، وقال بتوحيد الله في ألوهيته ، فالله أجل أن يسمى هذا فاسقاً حقيقة مطلقاً ، وإن سمي لغة ، لخروجه عن أمر معين ، وإن قل.
والمعاصي لا تؤثر في الإمامة ما دام صاحبها لا يسمى كافراً» (٣).
__________________
(١) الفتوحات المكية ج ٧ ص ٤٤٢ و ٤٤٣
(٢) الفتوحات المكية ج ٧ ص ٤٧١
(٣) الفتوحات المكية ج ٦ ص ٤٢٥.