ونيل أعلى درجات الكرامة لدى البسطاء منهم ، واستحداث مواقع في وجدانهم البريء ، تقوم على الإيحاء والادعاء للمقامات ، وللتصرفات ، وللمعجزات ، والكرامات.
فكان أن اخترعوا لهم سلاسل مقامات ، هياكل موهومة ، ومراتب ، وألقاب ، وطبقات غير مفهومة ، تتجلى بوضوح فيما ذكره محيي الدين بن عربي في كتابه : «الفتوحات المكية» حول طبقات الأولياء ، وأسمائهم ، ومراتبهم ، وأعدادهم ، ومواصفاتهم ، وهي لا تعدو أن تكون مجرد ترتيبات اقتراحية ، واصطلاحات ذوقية ، ليس عليها دليل ، وليس لهم إلى إثباتها سبيل ، لا من آية ، ولا من أثر عن سيد الخلق ، وأفضل الكائنات والبشر ، محمد وآله الأئمة الميامين الغرر ..
ونذكر هنا مفردات يسيرة من بحر عجاج ، متلاطم الأمواج ، من الادعاءات العريضة للكرامات ، والمعجزات ، والتصرفات مما زخرت به كتب ومؤلفات ابن عربي ، فنقول :
إن ما يدعيه الصوفية من نيل المعارف عن طريق الكشف ، قد أفسح المجال أمام ادّعاء الاستغناء عن المعصوم ، ثم هو قد مكنهم من ادّعاء نيل العلوم والمعارف ، التي قد لا يصل إليها ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ..
١ ـ قال ابن عربي : «فمنا من جهل في علمه ، فقال : «والعجز عن درك الإدراك إدراك ، ومنا من علم ، فلم يقل مثل هذا ، وهو أعلى القول ، بل أعطاه العلم السكوت ما أعطاه العجز.
وهذا هو أعلى عالم بالله ، وليس هذا إلا لخاتم الرسل ، وخاتم الأولياء.